خطبة الجمعة القادمة للدكتور خالد بدير : شهادة الزمان والمكان والجوارح على الخلق
خطبة الجمعة القادمة بعنوان : شهادة الزمان والمكان والجوارح على الخلق، للدكتور خالد بدير ، بتاريخ 30 ذو الحجة 1443هـ، الموافق 29 يوليو 2022م.
لتحميل خطبة الجمعة القادمة 29 يوليو 2022م ، للدكتور خالد بدير : شهادة الزمان والمكان والجوارح على الخلق :
لتحميل خطبة الجمعة القادمة 29 يوليو 2022م ، للدكتور خالد بدير: شهادة الزمان والمكان والجوارح على الخلق، بصيغة word أضغط هنا.
لتحميل خطبة الجمعة القادمة 29 يوليو 2022م ، للدكتور خالد بدير : شهادة الزمان والمكان والجوارح على الخلق ، بصيغة pdf أضغط هنا.
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة
للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف
للمزيد علي قسم خطبة الجمعة القادمة
عناصر خطبة الجمعة القادمة 29 يوليو 2022م ، للدكتور خالد بدير : شهادة الزمان والمكان والجوارح على الخلق : كما يلي:
أولًا: شهادةُ الزمان.
ثانيًا: شهادةُ المكانِ.
ثالثًا: شهادةُ الجوارحِ.
رابعًا: شهودٌ آخرون.
ولقراءة خطبة الجمعة القادمة 29 يوليو 2022م ، للدكتور خالد بدير: شهادة الزمان والمكان والجوارح على الخلق : كما يلي:
الحمدُ للهِ نحمدُهُ ونستعينُهُ ونتوبُ إليهِ ونستغفرُهُ ونؤمنُ بهِ ونتوكلُ عليهِ ونعوذُ بهِ مِن شرورِ أنفسِنَا وسيئاتِ أعمالِنَا، ونشهدُ أنْ لا إلَهَ إلّا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لهُ وأنَّ محمدًا عبدُهُ ورسولُهُ، صلَّى اللهُ عليه وسلم. أمَّا بعدُ:
العنصر الأول من خطبة الجمعة القادمة
أولًا: شهادةُ الزمان.
إنَّ الإنسانَ في دارِ اختبارٍ وابتلاءٍ وامتحانٍ، وكلُّ أفعالهِ وأقوالهِ محصاةٌ ومسجلةٌ عليهِ، وهناكَ شهودٌ على هذه الأعمالِ، مِن هذه الشهودِ شهادةُ الزمانِ، فالأيامُ والليالِي والأوقاتُ تشهدُ على العبدِ يومَ القيامةِ، قال تعالى: {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ * وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ * وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ}. (البروج: 1- 3). فالشاهدُ هُنا هو يومُ الجمعةِ، والمشهودُ يومُ عرفةَ، يقولُ الحسنُ البصريُّ -رحمَهُ اللهُ-: “مَا مِن يومٍ تطلعُ شمسٌ إلَّا نادَى منادٍ مِن السماءِ: يا ابنَ آدمَ أنَا يومٌ جديدٌ، أنَا خلقٌ جديدٌ وأنَا على عمَلِكَ شهيدٌ، فاعملْ خيرًا أشهدُ لكَ بهِ غدًا فإنِّي إذَا مضيتُ لا أعودُ إلى يومِ القيامةِ “. لذلك ينبغِي على العبدِ أنْ يحسنَ عملَهُ في عمرِهِ وأيامِهِ وليالِيهِ؛ لأنَّهُ سَيُسألُ عن ذلك يوم القيامةِ، فعن معاذِ بنِ جبلٍ رضي اللهُ عنهُ أنّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلم قال: ” لنْ تَزُولَ قَدَما عبدٍ يومَ القيامةِ حتى يُسْأَلَ عن أَرْبَعِ خِصالٍ عن عُمُرِهِ فيمَ أَفْناهُ ؟ وعَنْ شَبابِه فيمَ أَبْلاهُ ؟ وعَنْ َمالِهِ من أين اكْتَسَبَهُ وفيمَ أنْفَقَهُ ؟ وعَنْ علمِهِ ماذا عمِلَ فيهِ .” [البيهقيُّ والترمذيُّ بسندٍ حسنٍ].
العنصر الثاني من خطبة الجمعة القادمة
ثانيًا: شهادةُ المكانِ.
اعلمْ يا عبدَاللهِ أنَّ كلَّ عملٍ – خيرًا أو شرًا – تعملُهُ في أيِّ مكانٍ على وجهِ الأرضِ، ستشهدُ عليك الأرضُ بذلك يومَ القيامةِ، قال أبو هريرةَ رضي اللهُ عنه: «قرأَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلّم هذه الآيةَ: {يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا} قال: أتدرونَ ما أخبَارُهَا؟ قالوا: اللهُ ورسولُهُ أعلم. قال: فإنَّ مِن أخبارِهَا أنْ تشهدَ على كلِّ عبدٍ وأمَةٍ بما عملَ على ظهرِهَا، أنْ تقولَ: عَمِلَ كذا وكذا يومَ كذا وكذا، فهذه أخبارُهَا». ( أحمد والنسائي والترمذي وصححه)، فهي تشهدُ على مَن خانَ عليها، وتشهدُ على مَن سرقَ وزنى عليها، وتشهدُ على مَن أهدرَ المالَ عليها، وتشهدُ على مَن هربَ مِن عملِهِ وقصَّرَ فيهِ عليها، وتشهدُ على مَن سفكَ دماءَ الأبرياءِ عليها.
إنَّها حقيقةٌ لا خيالٌ، ليتخيلْ كلُّ واحدٍ منَّا نفسَهُ في ذلك اليومٍ، وقد شُّقتْ الأرضُ عن لحدِكَ، وخرجتَ مِن قبرِكَ، تقومُ وأنتَ أو أنتِ الكلُّ يحثُو الترابَ عن رأسهِ وجسدهِ. الجسدُ عارٍ، والقدمُ حافيةٌ، والرأسُ مكشوفٌ بلا غطاءٍ، والموتَى يخرجُون مِن قبورِهِم مذهلينَ مِن هولِ المطلعِ، قائلين: “ما لهَا؟ ما لهَا؟”. فإذا بالأصواتِ تضجُّ مِن كلِّ مكانٍ مِن أرجائِهَا، تتحدثُ بمَا فعلتَ عليها مِن شرٍّ أو خيرٍ.
ولذلك لما أرادَ بنو سلمةَ أنْ ينتقلُوا قربَ المسجدِ نظرًا لبعدِ المسافةِ بينهُم وبينهُ، أمرَهُم الرسولُ صلَّى اللهُ عليه وسلم بلزومِ ديارِهِم حتى تشهدَ لهم الأرضُ بكثرةِ الخُطَى إلى المساجدِ، فعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: خَلَتِ الْبِقَاعُ حَوْلَ الْمَسْجِدِ، فَأَرَادَ بَنُو سَلِمَةَ أَنْ يَنْتَقِلُوا إِلَى قُرْبِ الْمَسْجِدِ، فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ لَهُمْ: «إِنَّهُ بَلَغَنِي أَنَّكُمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَنْتَقِلُوا قُرْبَ الْمَسْجِدِ»، قَالُوا: نَعَمْ، يَا رَسُولَ اللهِ قَدْ أَرَدْنَا ذَلِكَ، فَقَالَ: «يَا بَنِي سَلمَةَ: دِيَارَكُمْ تُكْتَبْ آثَارُكُمْ، دِيَارَكُمْ تُكْتَبْ آثَارُكُمْ».(مسلم). أي: الزمُوا ديارَكُم فإنَّكُم إذا لزمتمُوها كتبتْ آثارَ خطاكُم الكثيرةِ إلى المسجدِ، فالنبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلم بيَّنَ أنَّ آثارَ المشيِ إلى الصلاةِ مكتوبةٌ للعبدِ يومَ القيامةِ، قال تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ}.(يــس: 12).
كمَا أنَّ هذه الأشجارَ والأحجارَ تشهدُ على العبدِ يومَ القيامةِ، وفي ذلك يقولُ صلَّى اللهُ عليه وسلم: «لاَ يَسْمَعُ مَدَى صَوْتِ المُؤَذِّنِ جِنٌّ وَلاَ إِنْسٌ، وَلاَ شَيْءٌ، إِلَّا شَهِدَ لَهُ يَوْمَ القِيَامَةِ».( البخاري).
كما يستحبُّ أنْ يمشِي الرجلُ في صلاةِ العيدِ مِن طريقٍ ويعودُ مِن آخر، واستحبَّ بعضُ العلماءِ أنْ تُصلَّي النافلةُ في غيرِ مكانِ الفريضةِ، وهذا الحجرُ الأسودُ الذي في الكعبةِ سيشهدُ يومَ القيامةِ لِمَن استلمَهُ بحقٍّ، فعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَيَبْعَثَنَّ اللهُ الْحَجَرَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَلَهُ عَيْنَانِ يَنْظُرُ بِهِمَا وَلِسَانٌ يَنْطِقُ بِهِ يَشْهَدُ لِمَنِ اسْتَلَمَهُ بِحَقٍّ».(أحمد والترمذي بسند صحيح).
لذلك قال العلماءُ: مَن عصَى اللهَ تعالى في موضعٍ مِن الأرضِ، فليطعْهُ في نفسِ الموضعِ حتى يشهدَ لهُ بالحسناتِ، كما سيشهدُ لهَ بالسيئاتِ، وقد قال اللهُ: {إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ}. (هود: 114).
العنصر الثالث من خطبة الجمعة القادمة
ثالثًا: شهادةُ الجوارحِ.
إنَّ جوارحَ الإنسانِ ستشهدُ عليهِ في الآخرةِ بما عملَ مِن عملٍ صالحٍ أو سيئٍ، قال أبو موسَى الأشعريُّ، رضي اللهُ عنه-: يُدعَى المؤمنُ للحسابِ يومَ القيامةِ، فَيَعْرضُ عليه رَبُّهُ عملَهُ فيمَا بينَهُ وبينَهُ، فيعترفُ فيقولُ: نعم أيْ ربِّ، عملتُ عملتُ عملتُ. قال: فيغفرُ اللهُ لهُ ذنوبَهُ، ويسترُهُ منها. قال: فمَا على الأرضِ خَليقةٌ تُرَى مِن تلك الذنوبِ شيئًا، وتبدو حسناتُهُ، فَوَدَّ أنَّ الناسَ كلَّهُم يرونَهَا، ويُدعَى الكافرُ والمنافقُ للحسابِ، فَيَعرضُ رَبُّهُ عليهِ عملَهُ، فيجحدُ ويقولُ: أي ربِّ، وعزتِكَ لقد كتبَ عليَّ هذا الملَكُ ما لم أعملْ. فيقولُ له الملِكُ: أمَا عملتَ كذا، في يومِ كذا، في مكانِ كذا؟ فيقولُ: لا وعزتِكَ أيْ ربِّ ما عملتُهُ. فإذا فعلَ ذلك خُتِمَ على فِيهِ. قال أبو موسى الأشعريُّ: فإنِّي أحسبُ أولَ ما ينطقُ منهُ الفخذُ اليمنَى، ثمَّ تلَا: { الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ }( يس: 65 )؛ ( الطبري) . قال ابنُ كثيرٍ: ” هذا حالُ الكفارِ والمنافقين يوم القيامةِ، حين ينكرون ما اجترمُوه في الدنيا، ويحلفون ما فعلَوه، فيختمُ اللهُ على أفواهِهِم، ويستنطقُ جوارحَهُم بما عملتْ.” ( تفسير ابن كثير ) . فتفضحهُ جوارحُهُ على رؤوسِ الخلائقِ يومَ القيامةِ، فعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ:” كُنَّا عندَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فضحكَ فقالَ ” هل تدرونَ مِمّا أضحكُ ؟ ” قال قلنا : اللهُ ورسولُه أعلمُ . قال ” مِن مخاطبةِ العبدِ ربَّهُ. يقولُ : يا ربِّ ! ألم تُجِرْنِي مِن الظلمِ ؟ قال يقولُ : بلى . قال فيقولُ: فإنِّي لا أُجيزُ على نفسِي إلِّا شاهدًا منِّي. قال فيقولُ : كفَى بنفسِكَ اليومَ عليك شهيدًا . وبالكرامِ الكاتبينَ شهودًا . قال فيُخْتَمُ على فيهِ . فيُقالُ لأركانِهِ: انطِقِي . قال فتنطقُ بأعمالِهِ. قال ثم يُخلَّى بينهُ وبينَ الكلامِ. قال فيقولُ: بُعدًا لَكُنَّ وسُحقًا . فعنكنَّ كنتُ أناضلُ ” ( مسلم ) . وصدقَ اللهُ العظيمُ حيثُ يقولُ: {وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْدَاءُ اللَّهِ إِلَى النَّارِ فَهُمْ يُوزَعُونَ * حَتَّى إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ}.(فصلت: 19 – 21).
العنصر الرابع من خطبة الجمعة القادمة
رابعًا: شهودٌ آخرون.
هناك شهودٌ آخرون – غيرَ ما ذُكِرَ – يشهدون على العبدِ يومَ القيامةِ، منها:
اللهُ سبحانَهُ وتعالى: إنَّهُ الواحدُ الأحدُ ربُّ الشهودِ، إنَّهُ الواحدُ المعبودُ، { أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ}.(فصلت: 53). الذي يراكَ أينمَا كنتَ ويعلمُ بحالِكَ.{ إِنَّ اللَّهَ لَا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ} (آل عمران: 5) ، فإياكَ والمعاصِي؛ لأنَّ اللهَ يراكَ، وقد جاء في جامعِ العلومِ والحكم” قال أبو الجاد: أوحى اللهُ تعالى إلى نبيٍّ مِن الأنبياءِ، قُلْ لقومِكَ: ما بالُكُم تسترونَ الذنوبَ مِن خلقِي وتظهرونَهَا لِي. إنْ كنتُم ترونَ أنِّي لا أراكُم فأنتم مشركون بِي، وإنْ كنتُم ترونَ أنِّي أراكُم فلم تجعلونِي أهونَ الناظرينَ إليكُم.!!” قال أحدُهُم:
وإذا خلوتَ بريبةٍ في ظلـــــــــــــمةٍ …… والنفسُ داعيةٌ إلى العصيانِ
فاستحييِ مِن نظرِ الإلهِ وقُل لها ….. إنَّ الذي خلقَ الظلامَ يَراني
ومِن الشهودِ أيضًا: الرسولُ صلَّى اللهُ عليه وسلم : ففي ذلك الموقفِ العظيمِ سوفَ يشهدُ الرسولُ – صلَّى اللهُ عليه وسلم – على المكذبين والعصاةِ مِن أمتهِ، يقولُ الحقُّ تباركَ وتعالى: { فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا } [النساء: 41]،. وقال تعالى:{ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا }[ البقرة : 143]. فالرسولُ صلَّى اللهُ عليه وسلم يكونُ شاهدًا على جميعِ الأممِ السابقةِ، وكذلك أمتُهُ، فعَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ” يُدْعَى نُوحٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، فَيَقُولُ : لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ يَا رَبِّ ، فَيَقُولُ : هَلْ بَلَّغْتَ ؟ فَيَقُولُ : رَبِّ نَعَمْ ، فَيَقُولُ لأُمَّتِهِ : هَلْ بَلَّغَكُمْ ؟ فَيَقُولُونَ : مَا أَتَانَا مِنْ نَذِيرٍ ، فَيُقَالُ : مَنْ يَشْهَدُ لَكَ ؟ فَيَقُولُ : مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأُمَّتُهُ ، قَالَ : فَيَشْهَدُونَ أَنَّهُ قَدْ بَلَّغَ ، وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ : { جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ } ، قَال : وَالْوَسَطُ: الْعَدْلُ ” ( البخاري) .
ومِن هذه الشهودِ: صحيفةُ أعمالِك: ومِمَّا يدلُّ على ذلك قولُهُ تعالى: { إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ؛ مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} ( ق: 17 ؛ 18 ) . ” قال مجاهدٌ: وكَّلَ اللهُ بالإنسانِ مع علمهِ بأحوالهِ ملكينِ بالليلِ وملكينِ بالنهارِ يحفظانِ عملَهُ، ويكتبانِ أثرَهُ إلزامًا للحجةِ: أحدهُمَا عن يمينهِ يكتبُ الحسناتِ، والآخرُ عن شمالهِ يكتبُ السيئاتِ، فذلك قولُهُ تعالى: (عن اليمينِ وعن الشمالِ قعيد).”( تفسير القرطبي) . وقال تعالى:{وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُورًا ؛ اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا} (الإسراء: 13 ، 14)؛ قال الحسنُ البصريُّ رحمَهُ اللهُ: يا ابنَ آدمَ، بُسِطَتْ لك صحيفتُكَ ووُكِّلَ بك ملكان كريمان، أحدُهُما عن يمينِكَ والآخرُ عن يسارِكَ، فأمَّا الذي عن يمينِكِ فيحفظُ حسناتِكَ، وأمَّا الذي عن يسارِكِ فيحفظُ سيئاتِكَ، فاعملْ ما شئتَ، أقللْ أو أكثرْ، حتى إذا متَّ طُويتْ صحيفتُكً فجُعلتْ في عنقِكً معك في قبرِكَ، حتى تخرجَ يومَ القيامةِ كتابًا تلقاهُ منشورًا { اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا }.”( تفسير ابن كثير) .
هذا الكتابُ الذي ستقرأُهُ لأولِ مرةٍ وتتفاجأُ بما فيهِ رغمَ أنَّك أنتَ مؤلفُهُ هو كتابُ صحيفةِ أعمالِك يوم القيامةِ، فأحسنْ الكتابةَ هُنا لتحسنَ القراءةَ هناك. وصدقَ اللهُ حيثُ يقولُ: {وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا}.(الكهف: 49).
فعلينا أنْ نُراقبَ اللهَ في أعمالِنَا وفي كلِّ شؤونِنَا وفي حالِ التزامِنَا بعملٍ يجبُ علينَا القيَام بهِ على أكملِ وجهٍ يُحبُّهُ اللهُ ويُحبُّهُ خلقهُ، ولتعلمُوا أنَّ أعمالَكُم مكتوبةٌ ومسجلةٌ ومحصاةٌ عليكم: ” يَا عِبَادِي إِنَّمَا هِيَ أَعْمَالُكُمْ أُحْصِيهَا لَكُمْ ثُمَّ أُوَفِّيكُمْ إِيَّاهَا؛ فَمَنْ وَجَدَ خَيْرًا فَلْيَحْمَدْ اللَّهَ؛ وَمَنْ وَجَدَ غَيْرَ ذَلِكَ فَلَا يَلُومَنَّ إِلَّا نَفْسَهُ “( مسلم ).
اللهم استرنَا فوقَ الأرضِ وتحتَ الأرضِ ويومَ العرضِ عليك ؛؛؛
الدعاء…….. وأقم الصلاة،،،،
كتبه : خادم الدعوة الإسلامية
د / خالد بدير بدوي
_____________________________________
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات
للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة
للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف